أيامنا.. وأيام آباءنا

بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما نسمع من آباءنا وأمهاتنا أن هذا الزمن سيء وأن أيامهم كانت أفضل وأجمل، ولكن ما يلفت إنتباهي في كلامهم هو كلامهم عن التعليم في زمنهم وأتعجب عندما أسمع تفاصيل عن أسلوب وطريقة تعلّمهم وأقارنه بتعليمنا نحن في هذا الزمن وأجد أن هذه الأمة ترجع إلى الوراء في زمن تتنافس فيه الأمم للوصول إلى القمة. أتعجب عندما أجد أننا كنا في يوم من الأيام أفضل من الصين والهند وحتى اليابان التي دمرت بالكامل في الحرب، ولكن ماذا حدث؟! لماذا نحن في القاع وهؤلاء قد تخطّوا القمة؟
بالتأكيد هم ليسوا أفضل منا عقولاً أو إتقاناً في العمل، فنحن إذا أردنا نمتلك المقومات التي تجعل منّا أفضل منهم كما كنا في زمن آباءنا. ففي هذا الزمن كانت الشعوب مثقفة رغم نسبة الأمية المرتفعة مقارنتاً بزمننا. ولكن كان التعليم آنذاك في المدارس والجامعات يعتمد على البحث وبذل الجهد لخق جيل مفكر مبدع، ولكن في زمننا التعليم عبارة عنتحفيظ وتعبئة للعقل دون تفكير، فلذلك تربّى آباءنا على أسلوب جعل منهم مفكرين منذ الصغروربّى فيهم روح الإنتقاد والمعارضة كنوع من تحمل المسئولية، والدليل على ذلك أن أيامهم كانت المعتقلات مليئة بالناشطين وكان بإستمرار يظهر معارضون جدد وكانوا مدركين أن هم اللذين يمكنهم تغيير الواقع. ولكن على أيامنا وعلى يد هذا النظام خلقوا منا عقولاً تافهةً وربّونا على سياسة تنفيذ الأوامر دون سؤال أو إعتراض، وحتى القليل منا ممنأفلتوا من هذه التربية فإنهم إذا عارضوا لن يجدوا من يصغي إليهم ويعاملون بمبدأ الكلاب تعوي والقافلة تسير.. ولكن ما مصلحة النظام في خلق جيل تافه غير مفكر؟
أعتقد أن هذا الجيل الأليف للنظام حقق أكثر من مبتغى النظام في حد ذاته، جيل عاش لأكثر من 25 سنة دون تغيير ويرضى في حين في زمن آباءنا لم يسكت الثوار عن الحاكم الظالم في نظرهم وإغتالوه، جيل لا يجد رغيف الخبز ولا يعترض في حين في زمن آباءنا إمتلأت الشوارع بالمتظاهرين عندما وصل كيلو اللحم إلى 1 جنيه، جيل ملهي في خلافات بين أهلي وزمالك أو بين مؤيدي عمرو و مؤيدي تامر، جيل فقد إنتماءه فتطرف أو ضاع في طريق المخدرات، جيل نسي من عدوه فتقاتل مسلمينه ومسيحيينه، جيل فقد كرامته فعاش على ذكرى الفراعنة.
أنا لا أقول أن العنف هو الحل ولكن يجب أن نتوحد تحت راية مصلحة الوطن ونتحرك للحاق بركب الأمم
لماذا أقنعونا أنه ليس من حقنا محاسبة الحاكم وأن حبنا للوطن هو طاعة الحاكم في كل شيء؟؟؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More