العاهرة التي أحببتها

هي عاهرة، رأى فرجها رجال كثيرون، أحسوا بنعومة نهديها، وتحسسوا تفاصيل جسدها. حصلوا منها على المتعة، ولم تحصل هي سوى على العار الأبدي.
رغم ندمها الذي وصل إلى حد الألم، مازالت تبعد بين رجليها أمام كل مشترٍ للمتعة. ودائماً لا تحصل إلا على الفتات، رغم أنها تعطيهم أعز ما تملك.

عاهرة.. لكنها تبقى في نظري إنسانة، جسد بالٍ ولكن مازالت تسكنه روح. تلك الروح التي بالكاد تشعر بوجودها.. لكنها موجودة، ويوم ما ستنتفض. ستنتفض لتتمرد على إعتقال الجسد لها. فبرغم تكبيل الجسد المستمر للروح، لكنها تغلبت عليه ذات مرة. رغم أن إنتفاضة الروح لم تكتمل نحو الحرية، ورغم زيادة قمع الجسد لها، إلا أن الحقيقة أن الروح هي الأبقى، وهي الخالدة أبد الزمان. أما الجسد فهو سجن يخدعك زخرفته بالشهوات والملذات، ولكنك سرعان ما تدرك حقيقته، فهو فانٍ بكل لذاته.

يقولون أنها أمي رغم أنها لم تلدني، ورغم أن مشاعري تجاهها كإبنتي الصغيرة التي أخاف عليها، أخاف عليها حتى من نسمة تصطدم بوجهها الملائكي. ولكن ما أقسى أن توصف أمك بالعاهرة، وما أصعب أن تحاول الهروب من عارها فلا تجد إلا جوفها، فتهرب إله باكياً، فتجد الأمان الذي إفتقدته بعيداً. بعيداً عنها لا ترى إلا مفاتنها، فتنسى مساويءها. لكنها تبقى عاهرة.. العاهرة اللتي أحببتها.

ميم.. مرض يزيد ألمه كلما زاد حبي لها

صاد.. صبر لا يُجنى منه إلا مزيد من الصبر

راء.. رائحتها التي أتنفسها فلن أحيى بدونها

يقولون أن الجنة لا تورد إلا بعد البعث والحساب، لكنني وردت الجنة بين ذراعيها. كما أنني إنكويت بجحيمها في كل مرة إقتربت منها. فهي دوائي وعلتي.. هي موطني وغربتي.. هي أمي وإبنتي.. هي كل تفصيلة من تفاصيل حياتي

ثورجي من الفــيس

أتجول بين صفحات الفيسبوك باحثاً عن مزة
قد أشترك في group لتمورة أو لعمورة أو حتى لغزة
لا تهم الوسيلة فالهدف البحث عن لذة
وفي وسط ما كنت أدعبس أوقفني ما يدعو لليقظة
صور لشاب مصري رحمه الله وأعزه
قُتل بتعذيب الشرطة.. من غير ذنب تأذى
فتابعت بقراءة الـcomments أدهشني تهور من يكتب
فالجميع يحسب للأمن حساباً لكن لا أحد هنا يحسب
أعجبت بجرأتهم ما دفعني أن أتابع الأمر بترقب
فقالوا: هانعمل وقفة.. قلت: قشطة وبجوارها علامة تعجب
زاد إهتمامي ومعه حيرتي بقضايا وطن يتعذب
وتحليت بجرأة كانت للـfriends عندي هي الأغرب
فالشخص الذي إمتلأ بروفايله بـQuezes الحب والهجر
سبحان الذي غيره وجعله ثوري يتحدى القهر
وبعثت بريكويستات عدّى لشباب مناضل مهري
ولأول مرة كتبت "يسقط مبارك" في status وأعلنتها جهر
فشعرت أن كلماتي تهديد وصل إلى رئيس فاسد مخري
وتخيلت مبارك حينها من رعبه طلع يجري
وجعلت أتابع عن كثب ما يحدث على الساحة ويدور
وفي كل note أكتبها أسعى لكشف المستور
غيري ينزل محتجاً في مظاهرات ويثور
أمّايا فبقيت على الفـيس أشيّر ما أجده منشور
صورة أو فيديو للبرادعي أو مقال من الدستور
أشعلت الفيس بمشاركتي وكأني نجم مشهور
فأقاتل تارة لبلادي وأخرى من أجل نادي
ولطالما إفتخرت دوماً أنني أعلى صوت في الـultras ينادي
وفي يوم إشتد عراك على الـwall بشكل غير عادي
وقذائف سباب تدوي فالكل على الحكم مش راضي
فنسينا قضية الوطن  وغفلنا عن الفساد
بسبب تصريح لمدرب تنبت الفتن وتكبر دون سماد
فأجادوا تدبير الفتن ليبقى كل منا مشغول
فاليوم الشعب ثائراً يشتعل غضباً كالغول
وغداً تفجير بكنيسة بين الشعب وثورته يحول
فنلتفت لكره أنفسنا وننسى من المسئول
فرقونا كي يسودوا فأصبحنا كالجسد المعلول
تفشى الفساد كالسرطان فإحتجنا جراحا وديتول
جراح يستأصل ورماً وديتول ليطهر تفكيراً
فالفكر ان شابه تلوث لا يُرجى منه تغييراً
فثقافة ظلت تهوي لم تلق غير تحقيراً
وفن هابط بات يجني من الأموال كثيراً
فصنعوا تراثاً لا يعرف غير النسوان والبيرة
وعقول أطفال تحبو وإن بدت في الظاهر كبيرة
لكن وإن طال الليل فظلامه مع الفجر يرحل
وبفكرة شاب قد يخرج ملايين ليقولوا "إرحل"
فنجاح ثورة الياسمين تعطينا الحق كي نأمل
فبدأت دعوات تتوالى وevent بعنوان "إنزل"
فـ25 يناير آخر آمال شعب يُسحل
فإما أن ننعم بحرية أو على يد ظالم نُقتل
فنزل شباب إستجابةً لصرخات وطن مجروح
حلفوا يميناً أن لا عودة إلا والنصر يلوح
فغستشهد شهداء يبكي عليهم الوطن وينوح
أحياء هم عند ربهم دمهم مسك عطره يفوح
وسقط نظام فاسد فعادت للجسد الروح
جاء التحرير من التحرير فتحكي الثورة وتبوح
أن السر هو حلم حققه إصرار الفرسان
واليأس ضلال فتجنب أن تسمع وسوسة الشيطان
فالحلم لا يأتي طوعا بل بأت بعمل وإتقان
فالله لا يضيع أجر من أحسن بل يجزيه بإحسان
من كان ليصدق يوماً أن يصعد للقمر إنسان
أو أن يسقط نظاماً ورئيساً في 18 يوم يا جدعان


قَدْ سَقَطَتْ عَبَاءَتَكَ أَيُّهَا المُدَّعِي


كنت خاءفاً ترتجف رعباً تخشى أن يعلو صوتك لحظة، فيسمعك من يمسك لك العصا. فاخترت الطريق الأسهل، وسميته الطريق إلى الله. إقتصرت القرب من الله لنفسك. كونك قد أطلقت اللحية، وقصّرت العباءة، وأمسكت بالمسبحة. أخذت الدين تجارة، لم أنخدع كما انخدع غيري بمظهرك، كنت أعرف ما يكن بصدرك. ومن هنا لم تسيطر علي بأفكارك كما سيطرت على من صدقوك، كان سلاحك تعبئة العقول. وبما انه لكل وقت هدف تنشده، تباينت آراءك مما عرّاك أمام الكثيرون.
دعوتك قبلاً كي تعترض على حاكماً زاد ظلمه، فأبيت. قلت لي حينها: الخروج عن الحاكم حرام شرعاً. بررت لنفسك السلبية، ولم تكتف، بل وصفتني بالكفر، وأبحت دمي.
كلامي ليس مطلقاً على كل من أطلق لحيته، أو على كل من يقال له شيخاً. مع أنه ما أسهل أن يقال على المرء شيخاً هذه الأيام. كلامي لأشخاص يتاجرون بإسم الدين، شيخ بمسجد، أو قس بكنيسة، تنازلوا عن دورهم كمصريين، لم يلبوا نداء الوطن حين طلب رجالاً. وها هم الآن أول من يبحثون عن الغنيمة. تقاعصوا عن القتال في الغزوة، وانهمكوا في غزو الإعلام والصناديق. ذاع سيطهم، مع انهم كانوا يُستخدمون من النظام السابق المخلوع.
يا أيها المدّعي، أتذكر حجتك البالية عندما دُعوت إلى الثورة؟!! قلت حينها أنك رجل دين لا دخل لك بالسياسة. وقلت لك حينها رأيك يجب عليّ أن أحترمه، وإن إختلفت معك في وجهة النظر. فتعاونت أنت مع جلادي كي تبطل ثورتي، ولكن الله نصرني. والآن.. وبعد أن إنتصرت إرادة الشعب. ظهر وجهك القبيح، وظهرت رغباتك الدفينة، فبعد سنوات من الطاعة والخوف، ظهرت لك الأنياب، فأصبحت طرف أساسي في العمل السياسي الذي إبتعدت عنه قبلاً. أسست أحزاباً، وجيّشت أفراداً وثقوا بك، وإعتبروك رمزاً للدين، إستخدمت منبرك فيما لا يعنيك، فلوثت الدين بوساخات السياسة. تريد كذا، ولا تريد كذا. لن أقول لك بأي حق تريد، فأنا لست مثلك، لا أحتكر شيئاً على نفسي، كما احتكرت أنت الدين، وكفّرت كل من سواك.
هدفي منذ قيامي بالثورة هو أن يشارك الجميع بما فيهم أنت -أيها المدعي- في صناعة مستقبلنا، هدفي أن تعلو جميع الأصوات في حرية بما فيهم صوتك دون أن يحجبه أحد. ولكن ما لن أسمح لك بتحقيقه، وان متّ في سبيل ذلك، أن تسيّر أنت الشعب كالقطيع، أن يكون صوتك هو الصوت الوحيد المسموع. فقد أسقطنا نظام الراعي الحاكم بالعصا، الذي كنت أنت أول من يخشى عصاه.

لا لمن يستخدمون الدين

ما بعد مبارك

بسم الله الرحمن الرحيم

نجحت الثورة، بفضل الله ومثابرة الشباب الذي لم يرض بالذل، أسقطنا نظاماً كان يحسبه الناس قد وصل إلى مرحلة من الجبروت لن يتغير بعدها. شكك كثيرون في قدرة الشباب، وقال كثيرون أن الطريق السلمي لن تأت بشيء. لكن إيماننا كشباب في الله أولاً وفي أنفسنا وقدراتنا هو ما خلق هذه الثورة، وجعلنا نثبت عند الشدائد ونواجه التحديات. فالشباب الذين بدأوا شرارة الثورة ليسوا أبناء الأمس، وهذه الثورة ليست وليدة اليوم، ولم تكن حركة عشوائية. إنما هي نتاج لمحاولات مستمرة لشباب همه الأول إيصال مصر إلى مكانتها التي تستحقها، وأنا يكون للمصري كرامة وعزة.
أنا كشاب من شباب 6 إبريل، الحركة التي ذاع سيطها في الفترة الأخيرة، لم نكن نطمع في شيء، فكلنا مرتاحون، نأخذ مصروفنا من أهالينا ونأكل ونشرب ولا ينقصنا الحمد لله شيء. إنما ما كان ينقصنا فعلاً هو رؤية مصر تتألم وتنحدر شيئاً فشيئاً إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً وأخلاقياً... حركنا جميعاً حب مصر منذ زمن، ووسط قلق أهالينا، وحدود خوف فرضها المجتمع، رفضنا أن نقف مكتوفي الأيدي. قد أكون لم أعاني كمن عانوا كثيراً غيري، ولكني كنت كغيري مستعداً لدفع أي ثمنناً لتحرير مصر ومن ثم نفسي.
لم تكن حركتنا السياسية أو غيرها من الحركات المماثلة تعمل على الجانب السياسي فقط، ومعظمنا من الشباب من مختلف الإنتماءات لا يشتغل السياسة، إنما كانت مهمتنا هي تغيير فكر شعب إعتاد الذل، وألف الخوف. مهمة لم تكن بسيطة. ضحى في سبيلها كثيرون، تحملوا الضرب، والإعتقال، والسب والشتم، والأهم كان العامل النفسي. ففي ظل مجتمعاً خائفاً مكتوف الأيدي كان من يقول كلمة الحق منبوذاً، يخافه الجميع.
بدأ شباب منذ سنوات في الإحتجاجات والمظاهرات، لكنهم لم يُسمعوا. لم يفقدوا الأمل، وظلوا متمسكين بربهم وإيمانهم به أنه لن يخذلهم. كنت أتعجب كثيراً عندما أرى من يعتقل، وعندما يخرج من سجنة تزداد حدته. وكأن السجن قد قوّاه. أمثال هؤلاء الشباب هم من أعطاني الثقة، وأزال من قلبي الخوف من أمن الدولة. فآمنت بما أفعله أنه الحق. وعندما جائت الدعوى بإقامة ثورة يوم 25 يناير، كنت حينها في أسيوط، نظمنا أنفسنا في أسيوط لهذا اليوم. وتفاعل الناس معنا شجعنا، وأعطانا دفعة من الأمل. ولكن عندما بدأنا المظاهرات لم يلتفت إلينا أحد، وتركونا نُعتقل وحدنا. خاف الناس من المشاركة. أُعتفلنا أربعة أيام، لم يهمنا خلال هذه المدة سوى ماذا يفعل إخواننا في القاهرة. خرجنا يوم السبت الذي تلى جمعة الغضب، وحينها كانت المفاجئة السارة لنا جميعاً، أنا إخواننا على أعتاب إنتصار. سافرت يومها إلى القاهرة، أعد الساعات حتى أصل، وعندما وصلت، نزلت من القطار لم أجد عسكري شرطة واحد في الشوارع. كانت فرحتي حينها لا توصف. ثم رأيت تكاتف جميع فئات الشعب للدفاع عن بيوتهم وعائلاتهم، لم أستطع حبس دموعي حينها.
ما فاجئني بعد ذلك هو الإنتقاد اللاذع الذي إنتقده لنا الناس، وأننا مخربون، مندفعون لا نعرف خطورة ما نفعله. كنت دائماً انظر لهؤلاء الشباب بالتحرير أنهم أبطال، لم يقدَّر لي أن أصبح مثلهم، فقد أُعتقلت ولم أستطع أن أفعل شيئاً. رقض عائلتي الشديد للنزول والوقوف مع هؤلاء الأبطال، وحبسهم لي بالمنزل، جعلني أقفز من البلكون هارباً  حتى أشارك معهم كي أشعر أنه كان لي دوراً ولو بسيطاً في هذه الثورة الطاهرة. وعندما رأيت التحرير، ذهلت وشعرت لأول مرة بالفخر أنني مصري.
ها قد زال مبارك ونظامه، الذي عيشنا في ذل لأكثر من نصف قرن. ماذا تجد من الناس؟! يبكون على رحيله عشان بالمصري صعبان عليهم، والعاطفة المصرية الطاغية التي تحرك المصريون، جعلت البعض ينظم لمظاهرة وفاء جميل لمبارك. هؤلاء من كانوا يسبون الشباب لأنهم أفسدوا الإقتصاد المصري، وعطلوا مصالح الشعب المصري، سينزلون يهتفوا لمبارك. أنا لا أعترض على الفكرة نفسها، وإن كنت كارهاً لمبارك لا أستطيع منع نفسي من كرهه، وإنما شعب بهذا التفكير لن يتقدم. سوف يخلق مباركاً آخراً يجعله يعاني 30 عاماً آخرون. شعب قد أحب الذل والظلم والقهر، لن يعتاد يوماً على الحرية. هؤلاء من كانوا خائفون على الإقتصاد المصري، لا يشغلوا نفسهم الآن كيف سنبني البلاد، وما الذي تطلبه منا مصر، فلم يعتادوا أن يتولوا زمام الأمور. لم يروا زميل أو صديق لهم يستشهد من رصاص أطلق بأوامر مبارك، لم يروا من أصيب برصاصة ومازال واقفاً يطالب بالتغيير، لم يروا كم كان الأمن قاسياً، وكيف أُخططف المعتقلون. لم يروا الشباب الذين بقوا في التحرير لتنظيف المكان بكل رقي وحضارة. سريعاً ما حنُّوا إلى أيام مبارك. سريعاً ما نسوا دم الشهداء، من ضحوا حتى يعيش غيرهم الحرية. سخط الناس وكرههم لمبارك سرعان ما تحول إلى حب وتقدير لشخص قاتل، ولوم وعتاب لنا الشباب وكأننا نحن من قتل وسجن خلال الـ 30 عاماً الماضية.
إني أحمد الله أنه كان لي دوراً ولو صغيراً في الثورة. يكفيني فخراً أني هتفت بعلو الصوت يسقط حسني مبارك.
تحيا مصر حرة أبداً ودوماً

مات الهلال مع الصليب

إنه الوقت المناسب كي يخرج كل منكم يعتلي وجهه تعابير الحزن والشفقة، يظهر على شاشات التلفاز يدين ويندد الأعمال الإرهابية، ويتحدث عن الوحدة الوطنية، والخطر المحدق بالوطن، وتقولون أنكم ستقطعون رأس الأفعى، مع أنكم أنتم رأسها. ولكن فقط تذكروا أنكم تنظرون من خلف أسوار قصوركم التي شيدتموها، لا تعرفون ما يدور بين أفراد شعبكم، فلا تتكلموا على لسانهم. فلن ترجع كلماتكم ما فقدناه، ولن تهدأ نفوس تشتعل بنار الفتنة لمجرد محاولات منكم بتهدئة الموقف، وإن كانت في مضمونها محاولات ظهور ودعايا لشخص.

سؤال يدور في نفوس تستشيط غضباً مما حدث، سنوات وقد فٌرٍضَ علينا قانون الطواريء، وبداعي الخوف على الأمن القومي مٌدِّدَ سنوات بعد سنوات، وها هو حادث يستهدف قلب الأمن القومي ولا نعرف حتى من الجاني. إذاً سٌنَّ قانون الطواريء لإعتقال أي صوت يعلو في الأفق، لتكميم الأفواه لا لحفظ الأمن، لإرهاب الناس لا لوقف الإرهاب أنتم عنه لا علاقة له بالشعب، فهو أمن حفظ المناصب، أو الإبقاء على الكراسي. نسمع دائماً عن أهمية الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين، ودائماً الكلام عن الوضع بينهم محاط بمئات الخطوط الحمراء، وكأنه ثأر بين إثنين وصل إلى درجة الكراهية والعداوة. ولكن أدعوكم بالنزول من قصوركم، والإختلاط بالناس في الشارع، أو الجلوس على مقهى. فمصر وإ وٌجد بها مشاكل طائفية فهي طفيفة، لن تصل إلى أن تكون مشكلة كبرى تهدد أمان الوطن. فلا يوجد مثلاً أحياءاً خاصة بالأقباط دون المسلمين أو العكس، وإن سألت أي شخص بالشارع عن عنوان مثلاً فلن يسألك عن دينك أو ينفر منك إن كنت على غير دينه، والأمثلة أكثر من ذلك بكثير.

إذاً الفرق بين مسلم ومسيحي في نظر الناس أن الأول يصلي في مسجد والثاني فيصلي في كنيسة، أما عن الفروق والفواصل الشتى بين الطائفتين أنتم تخلقونها في خطاباتكم. ففي التفجيرات التي إستهدفت كنيسة القديسين، نزف المصريون جميعاً دماء الحزن، وإنذرفت دموع الحسرة على الفقداء. فمرتكب هذا العمل الإرهابي أياً كان جنسه أو دينه، نفذ مخططاً دنيئاً إستهدف به المصريون دون تمييز.. وقتل الهلال والصليب معاً.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More