الصين.. مشوار بدايته حلم


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحلم.. كلمة إختفت من قاموسنا تقريباَ (مش قصدي على البرنامج)، إختفت لإننا مش فاضيين نحلم، أو مش عايزين نحلم لإننا بقينا مقتنعين إن مافيش حاجة إسمها عالم الأحلام.. كانوا زمان بيقولوا إن اللي بيشتغل بيأخد على قد تعبه، ليه دلوقتي إحنا مقتنعين إن مهما إشتغلت مش هاتأخد غير في .........
كنت بتكلم مع صديق، فجات سيرة الصين، فقلت له: يا ترى الصين زمان قبل ما تبقى دولة عظمى كان فيها إتنين بيتكلموا مع بعض ويحلموا إن بلدهم تبقى بلد عظمى؟ فرد عليا وقال: كل مشوار بدايته حلم.
التجربة الصينية ممكن نتعلم منها كتير جداً، بعد ما كانوا عالم متخلف يؤمن بخرافات وعقول محدودة بعادات متخلفة أصبحوا الآن أصحاب أكبر عقول ومافيش عندهم حدود للتفكير.. الصيني قدر ينتج وينشر إنتاجه بين كل الناس مهما إختلفوا، الصيني باع للبواب والميكانيكي والسباك، وهو هو اللي باع للباشاوات وعمل إتفاقيات كبرى مع دول كبرى على خريطة العالم.. إزاي إتحول الصيني من شخص متخلف إلى شخص يقود إقتصاد العالم؟!
 حكاية إبتدت بحلم إن الناس دي عايزة تبقى حاجة فخططوا صح ومشيوا في مشوار عرفوا إزاي ينهوه صح ويبقوا كبار العالم.
بدأوا المشوار إنهم يأسسوا جيل كامل مؤمن بالفكرة وزرعوا جواه القضية بإنهم يعلموهم في المدارس إزاي يبقوا مبدعين، ينموا في كل واحد الموهبة اللي جواه فبكده طلع منهم المخترعين والمبدعين. طلعوا جيل كامل مؤمن بقضية إنهم لازم يكبروا بلدهم وإن كل واحد لازم يشتغل عشان بلده. وحتى لما البلد كبرت وبقيت بلد صناعية كبرى مابخلش الصيني إنه يسوق لصناعته، وعرف إزاي يوصل إنتاجه لكل إنسان في الأرض وعمره ما إتكبر على حد أقل منه عشان كل همه يوصل لهدفه.
لذلك الصيني ناجح وبيبيعوا لنا كل حاجة لدرجة إنهم قربوا يقعدونا في بيوتنا ومش إحنا بس لأ دا العالم كله، باعوا لنا كل حاجة لدرجة إن مافيش بيت بيخلو من المنتاجات الصينية من سجاجيد الصلاة والسبح للموبايلات والعربيات وحتى التراث بتاعنا ذاكروه وصنعوا لنا فوانيس رمضان، ناس مش بيهزروا وواخدينها جد. يا ترى هاييجي يوم ونبقى زيهم؟!
الموضوع إبتدى معاهم بحلم وبإصرارهم قدروا يحققوه، ليه ما نحلمش إحنا كمان ونعيش حياتنا نحاول نحقق الحلم دا، الموضوع مش مستحيل ومافيش حاجة مستحيلة بس الموضوع محتاج إصرار وتخطيط وأهم من دا كله تعاون، تعاون بين كل طبقات الشعب. على الحكومة تخطط وعلى الناس تصدق ويشتغلوا عشان الحلم يتحقق. المشكلة إن كل الشعوب العربية ثقتها في حكوماتها معدومة ودا لازم يتغير، يتغير لما الحكومات تصدق في وعودها ولما الشعوب تحس إن الحكومة هدفها الأول هو مصلحة الشعب.. لو دا حصل بالتدريج ممكن نلحق بركب الأمم اللي فاتونا من زمان. والله يرحم العرب اللي كانوا في يوم من الأيام قادة العالم كله.


قالوا لي: بتحب مصر؟! قلت: مش عارف


بسم الله الرحمن الرحيم
 






** ملحوظة: العنوان مقتبس من قصيدة للشاعر تميم البرغوثي.


قالوا لي: بتحب مصر؟! قلت: مش عارف
قلت: بحبها من غير ما أتحير
ولو دا حالها بينا يتغير
قلت وكلي أمل: "إحنا اللي هانغير"
قالوا الكبار: أسكت إنت يا صغير
إيه جابك بيننا حاسب لا تتعور
مش إنت اللي هاتغير بلد من أيام الفراعنة بتتزور
قلت: هاغيرها وأنا حالف
قالوا لي: بتحب مصر؟! قلت: مش عارف
قلت بحبها.. بلادي بلادي
سجنوني وتهمتي بحبها طعت أنادي
ولسه حبها ساكن في فؤادي
جوايا سؤال بيتكرر بصوت هادي
خايف يطلع لا يِشَمِّت الأعادي
طريق الصح فين في الدنيا دي؟
خايف أطلع ماشي عكس الطريق مخالف
قالوا لي: بتحب مصر؟! قلت: مش عارف
أنا مصري بسيط عايش عشان عيالي
أجيب لهم اللقمة وأنام مرتاح بالي
طابور العيش خد من عمري أيام وليالي
راضي وماليش غير ربي أشكي له حالي
سمعت كلام في زحمة المترو إتحكى لي
إن الكبار بيسرقوا الغلابة أمثالك وأمثالي
وإيه في إيد بسيط زيي بيكمل شهره سالف
قالوا لي: بتحب مصر؟! قلت: مش عارف
أنا شاب حلمه إتنسى في زحمة الشارع
مسجون في فكر مجتمع كله موانع
مستقبل مظلم زي نهار فيه نور الشمس مش طالع
أرنب في غابة فيها الأسود بتتصارع
بين الحلال والحرام الصح عن عيني ضايع
بأعيش في الوهم وبأبعد نفسي عن الواقع
حياتي روتين بيتكرر زي شريط سافف
قالوا لي: بتحب مصر؟! قلت: مش عارف
قلت: بحبها بحواريها وبناسسها الطيبين
عم محمد وعم مرقص ع القهوة مبسوطين
يحكّوا ويضحكوا ويلعبوا عشرتين
على الحلوة والمرة الناس متجمعين
ماحدش ينام ويسيب جاره حزين
إزاي ما أحبهاش! طاب ألقى زي ناسها فين؟!
وأنا وسطهم عمري ما أكون خايف
قالوا لي: بتحب مصر؟! قلت: دا أنا لأنغام حبها عازف




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More