أين الحرية في ظل السيطرة؟! وما الحل؟


بسم الله الرحمن الرحيم

حاولت مراراً وتكراراً التمتع بجزء من حريتي دون قيود أو شروط منذ طفولتي، ولكني دائماً ما كنت أستضم بشخص متسلط ذو سلطة يفرض علي قوانينه.. أياً كانت سلطته أو مركزه.. وأياً كان ما أريد أن أفعله، فدعاني هذا للتساؤل:
-هل التسلط سمة يمتاز بها الشعب المصري؟ أي أن المصري هندما يتملك السلطة يستخدمها ليتعدى على حريات الآخرين ويقمع أفكارهم.
-أم أن الإنسان بطبعه متسلط يتلهف أن تتاح له الفرصة التي من خلالها يستطيع قمع الغير؟
بعد تفكير وجدت أن الإنسان بصفة عامة دون النظر إلى إنتماءات أو صفات بطبعه متسبط، ليس المصري فقط، بل إنه طبع بشري. وأعتقد أن الدليل على ذلك هو وجود القواني واللوائح التي فرضها الإنسان التي تحد الإنسان من إستخدام السلطة. والدليل الأبرز هو أن الله -تعالى- أقرّ العدل وفرضه بين الناس في جميع الأديان، وحرم إستعباد البشر وإنتهاك حقوقهم. إذاَ فالإنسان بطبعه كائن متسلط منتهك للحقوق.
-إذا كان الإنسان بطبعه متسلط، فكيف لا تظهر تلك الطبيعة بين أفراد الدول المتقدمة؟
هذا لأنها دول تحترم القانون، وليس هناك شخص فوق يد العدالة، فلا يظهر هذا الجانب من الإنسان. ولكن رغم ذلك فهناك أمثلة عديدة من التسلط وقمع الفكر قد تظهر في تلك الدول، فالإنسان يبرر لنفسه دوماً أعماله، ووقد يضعف القانون في بعض الأحيا في مواجهة شهوات الإنسان وكبحها.
-إذاً الحل لنا كدولة نامية هو إقرار القانون وتطبيقه؟
القانون قد أقر بالفعل في بلادنا، ولكن كيف سيطبق القانون في بلاد يعمها الفساد. كما أننا كمسلمون لدينا قانون شرعه لنا الخالق -عز وجل- ولكنه منتهك لأن الإنسان يبرر الخطأ لنفسه بأنه صواب، كما أن العقاب الإلهي غير ملموس على المدى القريب فلا يتعظ منه الإنسان الجامح وراء رغباته.
-إذاً ليس أمامنا حل إلى أن نموت ستظل هكذا؟
بالطبع لا.. الأمل موجود والحل في التغيير،الحل موجود عندما يخضع الجميع للقانو ويعاقب المخطيء أيا كان، الحل يبدأ بالتغيير من أعلى، عندما تتغير السياسة سيتغسر الإنسان، عندما يصبح كل شيء بالإنتخاب فلن يخشى الإنسان عدم إطاعة الأوامر في سبيل المصلحة، عندما يكون لكل شيء فترة لا يتعداها رئيس أو وزير فسيدرك الإنسان حينها أن السلطة زائلة، وأنه معرض للمسائلة.. فسيخشى يومها لومة لائمٍ.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More