إختلفنا.. والحمد لله

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما أقول "إختلفنا" ، لا أقصد به إختلاف الآراء ووجهات النظر. فنحن دائماً كعرب عندما نختلف في وجهة نظر يتحول الخلاف إلى خلاف شخصي، ودائما يتسع هذا الخلاف عندما يصر كل طرف على وجهة نظره.
من الطبيعي أن يختلف الناس في وجهات النظر والتوجهات، فنحن لم نُخلق متفقين جميعاً على شيء واحد، وهذه ميزة إذا تم إستغلالها على الوجه الأمثل. ولكن لماذا لا نمتلك خاصية تقبل فكر الآخر؟! فعندما أصر أنا على وجهة نظري إعتقاداً وإيماناً مني على أنها صحيحة، فمن البديهي أن الطرف الآخر مؤمناً تماماً أن وجهة نظره هي الصحيحة (إشمعنا أنا). فلو تمسك كل منا برأيه ولم يدع المجال للآخر للتوضيح، عندها تقع المشكلات.
لكن ماذا يحدث لو تكلم كل طرف بهدوء وموضوعية محاولاً إيصال وجهة النظر إلى الطرف الآخر وإقناعه بها؟! إما أن يستطيع أحدهما إقناع الآخر وحينها تعم الفائدة، أو سيخرج كل منهما من النقاش مقتنعاً بفكره ولكنه متقبل فكر الآخر، أي أنه متقبل أن للآخر عقل مثله يستطيع أن يفكر ويستطيع أن يبدع حتى ولو لم يقتنع.
ماذا يحدث لو إختلف رئيس مؤسسة مع أحد موظفيه في وجهات النظر فيما يخص العمل؟
في معظم الأحيان لدى العرب لا يدع الرئيس المجال لموظفه لشرح وجهة نظره إعتقاداً بداخله أنه الأفضل بحكم خبرته ومركزه، وهذا قد يضيع فرصة لهذه المؤسسة يمكن من خلالها أن تكبر، فقد يكون هذا الموظف يرى ما لا يراه الرئــيس.
أعتقد أن الإختلاف في الرأي والتفكير هو نعمة كبيرة، حيث إنها تفتح آفاق كبيرة من المعرفة قد تكون مجهولة إذا لم يختلف البشر. هذه الحقيقة أدركها الغرب، فلا أحد ينفرد برأيه، ولا يفرض أحد آراءه، وللجميع حق المشاركة وهكذا وصلوا إلى ما وصلوا إليه.
أعتقد أننا كعرب علينا إرجاع مبدأ تقبل فكر الآخر من جديد.
إرجاع؟!!! نعم إرجاع.. فقدماء العرب كانوا حتى وقت الحروب يسمعوا للعدو أولاً ثم يردّوا. كذلك فإن ديننا الإسلامي حثنا على الشورى. فقد قال الله -تعالى- :{والذين إستجابوا لربهم أقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم} الآية 38 سورة الشورى. ومبدأ الشوررى يتطلب تقبل فكر الآخر.
المقصود من الموضوع هو ألّا ترفض فكر الآخر لمجرد أن مخالف لفكرك، وإذا لم تقتنع به فتقبله كما قالها الحكماء قديماً ومازلنا نقولها إلى الآن : "الإختلاف في الرأي لا يفسد من الود قضية"..
وشكراً

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More