ثورجي من الفــيس

أتجول بين صفحات الفيسبوك باحثاً عن مزة
قد أشترك في group لتمورة أو لعمورة أو حتى لغزة
لا تهم الوسيلة فالهدف البحث عن لذة
وفي وسط ما كنت أدعبس أوقفني ما يدعو لليقظة
صور لشاب مصري رحمه الله وأعزه
قُتل بتعذيب الشرطة.. من غير ذنب تأذى
فتابعت بقراءة الـcomments أدهشني تهور من يكتب
فالجميع يحسب للأمن حساباً لكن لا أحد هنا يحسب
أعجبت بجرأتهم ما دفعني أن أتابع الأمر بترقب
فقالوا: هانعمل وقفة.. قلت: قشطة وبجوارها علامة تعجب
زاد إهتمامي ومعه حيرتي بقضايا وطن يتعذب
وتحليت بجرأة كانت للـfriends عندي هي الأغرب
فالشخص الذي إمتلأ بروفايله بـQuezes الحب والهجر
سبحان الذي غيره وجعله ثوري يتحدى القهر
وبعثت بريكويستات عدّى لشباب مناضل مهري
ولأول مرة كتبت "يسقط مبارك" في status وأعلنتها جهر
فشعرت أن كلماتي تهديد وصل إلى رئيس فاسد مخري
وتخيلت مبارك حينها من رعبه طلع يجري
وجعلت أتابع عن كثب ما يحدث على الساحة ويدور
وفي كل note أكتبها أسعى لكشف المستور
غيري ينزل محتجاً في مظاهرات ويثور
أمّايا فبقيت على الفـيس أشيّر ما أجده منشور
صورة أو فيديو للبرادعي أو مقال من الدستور
أشعلت الفيس بمشاركتي وكأني نجم مشهور
فأقاتل تارة لبلادي وأخرى من أجل نادي
ولطالما إفتخرت دوماً أنني أعلى صوت في الـultras ينادي
وفي يوم إشتد عراك على الـwall بشكل غير عادي
وقذائف سباب تدوي فالكل على الحكم مش راضي
فنسينا قضية الوطن  وغفلنا عن الفساد
بسبب تصريح لمدرب تنبت الفتن وتكبر دون سماد
فأجادوا تدبير الفتن ليبقى كل منا مشغول
فاليوم الشعب ثائراً يشتعل غضباً كالغول
وغداً تفجير بكنيسة بين الشعب وثورته يحول
فنلتفت لكره أنفسنا وننسى من المسئول
فرقونا كي يسودوا فأصبحنا كالجسد المعلول
تفشى الفساد كالسرطان فإحتجنا جراحا وديتول
جراح يستأصل ورماً وديتول ليطهر تفكيراً
فالفكر ان شابه تلوث لا يُرجى منه تغييراً
فثقافة ظلت تهوي لم تلق غير تحقيراً
وفن هابط بات يجني من الأموال كثيراً
فصنعوا تراثاً لا يعرف غير النسوان والبيرة
وعقول أطفال تحبو وإن بدت في الظاهر كبيرة
لكن وإن طال الليل فظلامه مع الفجر يرحل
وبفكرة شاب قد يخرج ملايين ليقولوا "إرحل"
فنجاح ثورة الياسمين تعطينا الحق كي نأمل
فبدأت دعوات تتوالى وevent بعنوان "إنزل"
فـ25 يناير آخر آمال شعب يُسحل
فإما أن ننعم بحرية أو على يد ظالم نُقتل
فنزل شباب إستجابةً لصرخات وطن مجروح
حلفوا يميناً أن لا عودة إلا والنصر يلوح
فغستشهد شهداء يبكي عليهم الوطن وينوح
أحياء هم عند ربهم دمهم مسك عطره يفوح
وسقط نظام فاسد فعادت للجسد الروح
جاء التحرير من التحرير فتحكي الثورة وتبوح
أن السر هو حلم حققه إصرار الفرسان
واليأس ضلال فتجنب أن تسمع وسوسة الشيطان
فالحلم لا يأتي طوعا بل بأت بعمل وإتقان
فالله لا يضيع أجر من أحسن بل يجزيه بإحسان
من كان ليصدق يوماً أن يصعد للقمر إنسان
أو أن يسقط نظاماً ورئيساً في 18 يوم يا جدعان


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More