العاهرة التي أحببتها

هي عاهرة، رأى فرجها رجال كثيرون، أحسوا بنعومة نهديها، وتحسسوا تفاصيل جسدها. حصلوا منها على المتعة، ولم تحصل هي سوى على العار الأبدي.
رغم ندمها الذي وصل إلى حد الألم، مازالت تبعد بين رجليها أمام كل مشترٍ للمتعة. ودائماً لا تحصل إلا على الفتات، رغم أنها تعطيهم أعز ما تملك.

عاهرة.. لكنها تبقى في نظري إنسانة، جسد بالٍ ولكن مازالت تسكنه روح. تلك الروح التي بالكاد تشعر بوجودها.. لكنها موجودة، ويوم ما ستنتفض. ستنتفض لتتمرد على إعتقال الجسد لها. فبرغم تكبيل الجسد المستمر للروح، لكنها تغلبت عليه ذات مرة. رغم أن إنتفاضة الروح لم تكتمل نحو الحرية، ورغم زيادة قمع الجسد لها، إلا أن الحقيقة أن الروح هي الأبقى، وهي الخالدة أبد الزمان. أما الجسد فهو سجن يخدعك زخرفته بالشهوات والملذات، ولكنك سرعان ما تدرك حقيقته، فهو فانٍ بكل لذاته.

يقولون أنها أمي رغم أنها لم تلدني، ورغم أن مشاعري تجاهها كإبنتي الصغيرة التي أخاف عليها، أخاف عليها حتى من نسمة تصطدم بوجهها الملائكي. ولكن ما أقسى أن توصف أمك بالعاهرة، وما أصعب أن تحاول الهروب من عارها فلا تجد إلا جوفها، فتهرب إله باكياً، فتجد الأمان الذي إفتقدته بعيداً. بعيداً عنها لا ترى إلا مفاتنها، فتنسى مساويءها. لكنها تبقى عاهرة.. العاهرة اللتي أحببتها.

ميم.. مرض يزيد ألمه كلما زاد حبي لها

صاد.. صبر لا يُجنى منه إلا مزيد من الصبر

راء.. رائحتها التي أتنفسها فلن أحيى بدونها

يقولون أن الجنة لا تورد إلا بعد البعث والحساب، لكنني وردت الجنة بين ذراعيها. كما أنني إنكويت بجحيمها في كل مرة إقتربت منها. فهي دوائي وعلتي.. هي موطني وغربتي.. هي أمي وإبنتي.. هي كل تفصيلة من تفاصيل حياتي

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More